المال البخل ، وطغيان العبادة الرياء ، وطغيان النفس اتباع الشهوات (١) ، فيصاب الإنسان بكل هذه الامور على أثر اللجاج والعناد.
وتتحرك «الآية الثانية» لتتناول بالبحث المشركين اللجوجين ايضاً الذين لم يكونوا ليسلموا بأية قيمة كانت للمنطق السليم والواضح للرسول صلىاللهعليهوآله ، ولا استعداد عندهم لترك آلهتهم المصنوعة بأيديهم.
فيقول القرآن الكريم في هذه الآية : (أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ).
كرّر القرآن الكريم هذا القول مراراً للمشركين من أنّ أصنامكم لا فائدة منها ، فلا يدفعون عنكم عدوّاً ، ولا يرزقونكم ، ولا يكلمونكم ، ولا ينفعونكم ولا يضرونكم ولا عقل لهم ولا شعور.
ومع ذلك كلّه أي دليل لديهم لعبادة تلك الأصنام؟ وعلى الرغم من فقدان الدليل الحاسم على سلوكهم المخالف للعقل والفطرة ، استمروا بلجاجةٍ على عبادة الأصنام.
وتتعرض «الآية الثالثة» من هذهِ الآيات إلى أول لجوج ومتعصب في مقابل الحق ، ألا وهو الشيطان ، عند ما تكبّر وطرد من قبل الباري تعالى وفقد مقامه الرفيع والمنزلة التي كانت لديه بين الملائكة ، وقد كان عليه أن يلتفت لخطأه الكبير ، ويعود إلى الله تعالى من موقع الندم ، ويغسل ذنبه بماء التوبة ، ويطفىء النار التي أججها بدموع الخجل ، ولكنه أبى واستكبر وأصرّ على البقاء في دائرة المعصية أكثر وأكثر ولم يكن ذلك إلّا بسبب التكبّر والحسد واللجاجة ، وقرّر أن ينتقم من آدم عليهالسلام وذرّيته ، ويضلّهم بوساوسه ، وليس ليوم أو ساعة أو شهر ولكنه سيستمر إلى نهاية الدنيا ، في تكريس الإثم والخطيئة وعناصر
__________________
١ ـ روح البيان ، ج ٦ ، ص ٩٨.