تَجَسَّسُوا وَلا تَحَسَّسُوا وَلا تَناجَشُوا وَكُونُوا عِبادَ اللهِ إِخواناً» (١).
ويتّضح من هذا الحديث جيداً أنّ حال التجسّس كحال الحسد والحقد والكراهية فإنّه يتسبب في تباعد الناس وتمزّق أوصال المجتمع الإسلامي والتدهور والارتباك في العلاقات الاجتماعية بين الناس.
وقد أورد الكليني في كتابه الكافي حديثاً عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «يا مَعْشَرَ مَنْ أَسلَمَ بِلِسانِهِ وَلَم يُسلِمْ بِقَلبِهِ لاتَتَبِّعُوا عَثَراتِ المُسلِمِينَ فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَثَراتِ المُسلِمِينَ تَتَبَّعُ اللهُ عَثرَتَهُ وَمَن تَتَبَّعُ اللهُ عَثرَتَهُ يَفْضَحْهُ» (٢).
٣ ـ وفي حديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «تَتَبَّعُ العَيُوبِ مِنْ أَقبَحِ العُيُوبِ وَشَرِّ السَّيِّئاتِ» (٣).
٤ ـ ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام عليهالسلام أنّه قال : «مَنْ بَحَثَ عَنْ أَسرارِ غَيرِهِ أَظهَرَ اللهُ أَسرارَهُ» (٤).
٥ ـ وجاء في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام أيضاً قوله : «مَن تَتَبَّعَ خَفِيَّاتِ العُيُوبِ حَرَّمَهُ اللهُ مَوَدّاتِ القُلُوبِ» (٥).
٦ ـ وورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال لأحد أصحابه : «لا تُفَتَّشِ النّاسَ عَنْ أَديانِهِم فَتَبقى بِلا صَدِيقٍ» (٦).
وهذا يدلّ على أنّ أغلب الناس لهم عيوب ونقائص في دائرة العقيدة أو العمل ، فعند ما تبقى مستورة وخفيّة ، فإنّ ذلك من شأنه أن يوطّد العلاقات بين الأفراد ويتعامل الأفراد فيما بينهم من موقع المحبّة والود ويلتزمون بأصالة الصحّة والعدالة في الطرف الآخر ، ولكن في غير هذه الصورة فانّ الإنسان يبقى بلا صديق.
__________________
١ ـ صحيح المسلم ، ج ٤ ، ص ١٩٨٥ ، ح ٢٥٦٣.
٢ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ، ح ٤.
٣ ـ غرر الحكم.
٤ ـ المصدر السابق.
٥ ـ المصدر السابق.
٦ ـ بحار الانوار ، ج ٧٥ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٠٩.