الف) إنّ التسلط على النفس وضبط القوى والنوازع النفسية يتسبب في أن يصمد الإنسان أمام المصاعب والأزمات فلا ينهار أمامها ، وبالتالي لا يخضع أمام قوّة الغضب والانفعال ، كما ورد عن الإمام علي عليهالسلام في تعريف الحلم الإشارة إلى هذا المعنى حيث قال : «كَظمُ الغيظِ ومِلكُ النَّفسِ» (١).
ونفس هذا المعنى ورد أيضاً عن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام (٢).
ب) ومن الامور التي تمنع الإنسان من الانهيار والخضوع أمام الغضب وتقوّي في واقعه فضيلة الحلم هو علو الطبع وعلو الهمّة وقوّة الشخصية في الإنسان والتي لا تدعه يواجه الغضب والحدّة من موقع الانفعال ويسلك سلوك الجهلاء كما يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «الحِلمُ وَالأَناهُ تَوأَمانِ يَنتُجُهُما عُلوُ الهِمَّةِ» (٣).
ج) ومن الأسباب الاخرى في تقوية هذه الفضيلة الأخلاقية في واقع الإنسان وقلبه هو الإيمان بالله تعالى والتوجّه إلى الذات المقدّسة من موقع الذوبان في صفاته وأسمائه الحسنى ومنها صفة الحلم الإلهي مقابل العصاة والمجرمين من عباده كما ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : «الحِلمُ سِراجُ اللهِ يَستَضيء بِهِ صاحِبُهُ إِلى جَوارِهِ وَلا يَكُونُ حَليماً إِلّا المَؤيَّدُ بِأَنوارِ اللهِ وَبِأَنوارِ المَعرِفَةِ وَالتَّوحِيدِ» (٤).
د) ومن العوامل الاخرى لتفعيل هذه الفضيلة هو مطالعة آثارها الإيجابية ونتائجها الحميدة على حياة الإنسان وكذلك مطالعة الآثار السلبية للغضب والحدّة بإمكانه الحدّ من قوّة هذه الحالة النفسية والتقليل من أضرارها ، كما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «الحِلمُ نُورُ جُوهَرَهُ العَقلَ» (٥).
وقال عليهالسلام أيضاً في حديث آخر : «بِوُفُورِ العَقلِ يَتَوَفَّرُ الحِلمُ» (٦).
__________________
١ ـ تحف العقول ، ص ١٩.
٢ ـ بحار الانوار ، ج ٧٥ ، ص ١٠٢.
٣ ـ نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة ٤٦٠.
٤ ـ بحار الانوار ، ج ٦٨ ، ص ٤٢٢ ، ح ٦١.
٥ ـ غرر الحكم.
٦ ـ المصدر السابق.