الإسلامية ابحاث موسّعة حول هذا الموضوع :
١ ـ في حديث عن الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله : «الخَيرُ عادَةٌ وَالشَّرُّ لَجاجةٌ» (١).
٢ ـ في حديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «إِيَّاكَ وَمَذمُومَ اللَّجاجِ فإنّهُ يُثِيرُ الحُرُوبَ» (٢).
فتعبير اللجاج المذموم يعني أنّ الإنسان ربّما يصرّ على امور الخير وبصورةٍ منطقية فهو بلا شك أمر محمود ورمز للموفقيّة. ولكن الاصرار على اللجاج المذموم ، هو سبب لاستفزاز الآخرين ، والمداومة عليه يؤدي إلى التعامل مع الآخرين من موقع العقدة والخصومة وإثارة الحروب وسفك الدماء.
٣ ـ في حديث آخر عن الإمام علي عليهالسلام : «جِماعُ الشَّرِّ اللَّجاجُ وَكَثرَةُ المُمارَاةِ» (٣).
وفي الواقع أنّ كثيراً من المشكلات والمصائب الاجتماعية لا مصدر لها إلّا هذه الامور ، فيقوم البعض بمناقشة الامور بدافع البحث والجدال والمماراة ، ويقوم البعض الآخر ونتيجةً للجهل بالردّ عليهم من هذا المنطلق نفسه ، فينشأ النزاع والصداع دون أن يكون لهم هدف معين على مستوى الكشف عن الحقيقة وتحصيل الواقع ، ولو أنّهم سلكوا طريق العقل والتدبر ، لاستطاعوا القضاء على كثير من المفاسد الاجتماعية من خلال الحوار المشترك الذي ينطلق من دوافع إنسانية في واقع الإنسان والحياة.
٤ ـ وفي حديث آخر عن نفس الإمام الهمام عليهالسلام : «خَيرُ الأخلاقِ أَبعَدُها عَنِ اللَّجاجِ» (٤).
يستفاد من هذا التعبير أنّ روح اللجاج والمماراة لها علاقة وثيقة بجميع الصفات الرذيلة ، فإمّا أن يتأثر بها أو يؤثر بواسطتها.
٥ ـ ونقل عنه عليهالسلام أيضاً : «لا مَرْكَبَ أجمَحَ مِنَ اللَّجاجِ» (٥).
ويستفاد من هذا الحديث ، أنّ اللجاج يؤدي بصاحبه إلى منزلقات سحيقةٍ في حركة
__________________
١ ـ سنن ابن ماجه ، ح ٢٢١ ؛ ميزان الحكمة ، ح ١٨١١٤.
٢ ـ غرر الحكم.
٣ ـ المصدر السابق.
٤ ـ المصدر السابق.
٥ ـ المصدر السابق.