لها ، بل ويستحقون الزيادة ، (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) وورد في الروايات الإسلامية اشارات لطيفة لمراحل الشكر الثلاثة.
نقرأ في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «مَنْ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَعَرَفَها بِقَلبِهِ فَقَد أَدّى شُكرَها» (١).
ومن البديهي أنّ معرفة النعمة وأهميتها وقيمتها ، يؤدّي إلى معرفة الواهب لها ويحثّ على تأدية شكرها بالعمل واللسان.
وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّه قال لأحد أصحابه : «ما أَنعَمَ اللهُ عَلَى عَبدٍ بِنِعمَةٍ صَغُرَتْ أَو كَبُرَتْ فَقَالَ الحَمدُ للهِ إلّا أَدّى شُكْرَها» (٢).
ومن المؤكد أنّ القصد من القول الحمد لله ، ليس هو لقلقة اللسان بل الحمد الحقيقي النابع من القلب والروح.
ولذلك فإننا نقرأ في حديث ثالث عنه عليهالسلام ، أنّ أحد أصحابه سأله : «هَلْ لِلشُّكرِ حَدٌّ إِذا فَعَلَهُ العَبدُ كَانَ شاكِراً؟ قَالَ : نَعم ، قُلتُ : ما هُوَ؟
قَالَ : يَحَمدُ اللهَ عَلَى كُلِّ نِعمَةٍ عَلَيهِ فِي أَهلٍ وَمالٍ وإِن كانَ فِيما أَنعَمَ عَلَيهِ فِي مالِهِ حَقٌّ أَداهُ ، وَمِنهُ قَولُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «سُبحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هَذا وَما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ» ...» (٣).
وكذلك في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «شُكرُ العالِمِ عَلى عِلمِهِ ، عَمَلُهُ بِهِ وَبَذْلُهُ لِمُستَحِقِّهِ» (٤).
فهذه اشارات للشكر العملي في مقابل النعم الإلهية ، وبالطبع إنّ العالم الذي لا يعمل بعلمه ، أو يحجب علمه عن الآخرين ، فهو عبد لا يؤدّي شكر النعم ، ولسان حاله يقول : أنني لا أستحق هذه النعم العظيمة.
ويجب الإشارة إلى أنّ الشكر العملي يختلف باختلاف الأفراد ويتغيّر شكله من مكان
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٩٦ ، ح ١٥.
٢ ـ المصدر السابق ، ح ١٤.
٣ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٩٦ ، ح ١٢.
٤ ـ غرر الحكم.