إلى نفس الطبيعة المتشخصة بما لا يحدث معه مزية لها ، ولا منقصة من المشخصات ، وكذا كونه أكثر ثوابا (١).
______________________________________________________
(١) حاصل هذا التوهم انه اذا كانت الكراهة هي اقلية الثواب يلزم ان يكون كل عبادة ثوابها اقل من ثواب عبادة أخرى مكروهة ، فيكون الصوم ـ مثلا ـ مكروها لانه اقل ثوابا من الصلاة ، والحج مكروها لانه اقل ثوابا من الجهاد وهلم جرا.
ويلزم ان يكون ما هو اكثر ثوابا بالنسبة إلى الاقل مستحبا ، فتكون الصلاة في الدار مستحبة لأنها اكثر ثوابا من الصلاة في الحمام ، بل يلزم ان تكون الصلاة في الدار مكروهة بالنسبة إلى الصلاة في المسجد ومستحبة بالنسبة إلى الصلاة في الحمام ، وهذا مما لا يسع احد الالتزام به.
والجواب عنه : ما اشار اليه بقوله : ((لما عرفت)) وحاصله : ان الكراهة التي قلنا ان النهي الارشادي يرشد اليها هي نقصان الطبيعة الواحدة بالقياس إلى مشخصاتها ، فيقل ثوابها اذا كانت مشخصة بما فيه الحزازة وعدم الملاءمة معها بالنسبة إلى ثواب نفس تلك الطبيعة حيث لا تقترن بمشخص فيه الحزازة ولا الملاءمة ، والاستحباب المنضم إلى هذه الطبيعة هو زيادة ثواب تلك الطبيعة المجردة حيث ينضم اليها مشخص يلائمها.
واما الطبيعة المجردة بما لها من الثواب المقرر لنفس تلك الطبيعة فلا تكون بمكروهة بكراهة عارضة ولا مستحبة باستحباب طارئ ، لأن الكراهة هو النقصان بالقياس إلى تلك الطبيعة المجردة والاستحباب هو الزيادة على ثواب تلك الطبيعة وليس كل نقصان أو زيادة هو كراهة أو استحباب ، فالمراد باقلية الثواب الذي هو مراد من عبّر عن الكراهة في المقام باقلية الثواب هو الاقلية بالنسبة إلى ما لتلك الطبيعة المجردة وليس كل أقليّة ثواب كراهة ولا كل زيادة ثواب استحباب.
وبعبارة اخرى : ان النقصان الموجب للكراهة هو النقصان لموجب اقتضى النقصان في العبادة ، وليس النقصان الذي يكون لعدم الموجب له بكراهة ، فنقصان