.................................................................................................
______________________________________________________
للخياطة وجودا غير وجود الكون في الدار وليس نفس الخياطة هي مصداق للكون في الدار.
وبعبارة اوضح : ان النهي عن الكون في الدار ان كان المراد منه هو التحيز وجعل الدار حيّزا ومكانا له وهو مقولة المكان فالمنهي عنه هو ايجاد مقولة المكان في دار زيد ، فمتعلق النهي على هذا غير متعلق الأمر لان الخياطة في الدار ليست هي الهيئة المقولية المكانية في الدار ، ولذا ان العرف يرونه مطيعا في الخياطة وعاصيا في الهيئة ، وليس عندهم مانع من اجتماع موجودين كان كل واحد منهما مصداقا لعنوان غير العنوان الآخر.
واما اذا كان المراد بالنهي عن الكون في الدار هو النهي عن التصرف الشامل للحركة والسكون في الدار.
فان كان المأمور به في الخياطة هو نفس الفعل من تحريك آلة الخياطة ووصل القماش بعضه ببعض فتكون من مسألة باب الاجتماع في نفس المأمور به ، لان المأمور به ينطبق على نفس الحركة والمنهي عنه ايضا عنوان ينطبق على نفس الحركة.
واذا كان المأمور به هو الهيئة العارضة بسبب الحركة على المخيط فالحركة تكون مقدمة للمأمور به ويكون الاجتماع في مقدمة الواجب لا في نفسه.
وعلى كل حال فالعرف لا يرى تحقق الاطاعة والعصيان في المثال المذكور ، بل هو موكول الى ما ينتج عن الرأي في مسألة باب الاجتماع ، لان نفس الخياطة حركة وتصرف في الدار المنهي عن الحركة فيها ، والحال فيها كحال الصلاة في الدار المغصوبة لو كان امر الخياطة امرا عباديا ، واذا كان توصليا فيسقط الأمر بحصول الغرض بناء على الامتناع ، والى هذا اشار بقوله : ((ضرورة ان الكون المنهي عنه)) وهو الهيئة المقولية المكانية ((غير متحد مع الخياطة وجودا اصلا كما لا يخفى)).
الجواب الثاني : ما اشار اليه بقوله : ((المنع الا عن صدق احدهما ... الى آخره)).