بالوحي ، ومحل (١)(أَنْ تَأْتِيَهُمْ) نصب بدل من (السَّاعَةَ) و (بَغْتَةً) مع ما بعدها حالان (٢) منها.
(الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (٦٧))
قوله (الْأَخِلَّاءُ) مبتدأ ، أي الأصدقاء بسبب المعصية (يَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة (بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) خبر ، أي يعادي بعضهم بعضا ، ف (يَوْمَئِذٍ) ظرف ل «عَدُوٌّ» (إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [٦٧] أي إلا الأصدقاء في الله أو إلا المجتنبين أخلاء السوء ، قيل : كل وصلة أخوة منقطعة إلا ما كان في الله فانها في كل وقت باقية مزدادة قوة إذا رأوا ثواب التحاب في الله والتباغض في الله (٣) ، والآية نزلت في أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط (٤).
(يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨))
(يا عِبادِ) بياء الإضافة وتركها (٥) ، أي ينادي به يومئذ المتقون المتحابون في الله (لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) من العذاب (وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) [٦٨] مما عملتم في الدنيا من الذنوب.
(الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩))
(الَّذِينَ آمَنُوا) منصوب المحل صفة ل (عِبادِ) ، أي الذين صدقوا (بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ) [٦٩] أي مخلصين وجوههم لنا ولطاعتنا.
(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (٧١))
(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ) [٧٠] أي تسرون ، والحبرة المبالغة في السرور ، يعني تكرمون إكراما بليغا يظهر أثره على وجوههم ، ثم أخبر أنهم إذا دخلوا الجنة واستقروا فيها (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ) أي بقصاع (مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ) جمع كوب وهو إناء يشرب منه لا عروة له ليشرب الشارب من حيث شاء (وَفِيها) أي في الجنة (ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ) بهاء الضمير وتركها (٦) تلذذا (وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) أي تلتذ به نظرا (وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) [٧١] أي (٧) لا تخرجون ولا تموتون.
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (٧٣))
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ) أي (٨) وهي الجنة (الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما) أي بسبب وارثه (كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [٧٢] من الأعمال الحسنة ، يعني دخلت الجنة في ملككم كدخول الميراث في ملك وارثه (لَكُمْ فِيها) أي في الجنة (فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ) أي ينقطع (مِنْها) أي من تلك الفاكهة (تَأْكُلُونَ) [٧٣] متى شئتم.
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (٧٤) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦))
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) أي الكافرين (فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ [٧٤] لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) أي لا يخفف العذاب طرفة عين عنهم (وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) [٧٥] أي آيسون من رحمة الله ، قيل : «يجعل المجرم في تابوت من نار ثم يردم عليه فيبقى فيه خالدا لا يرى ولا يرى» (٩).
__________________
(١) محل ، وي : ـ ح.
(٢) حالان ، ح و : حالا له ، ي.
(٣) قد أخذه المؤلف عن الكشاف ، ٥ / ٢٣١.
(٤) عن مقاتل ، انظر السمرقندي ، ٣ / ٢١٢ ؛ وانظر أيضا الكشاف ، ٥ / ٢٣١.
(٥) «يا عباد» : قرأ المدنيان والبصري والشامي ورويس باثبات الياء ساكانة ، والباقون بحذفها. البدور الزاهرة ، ٢٩١.
(٦) «تشتهيه» : قرأ المدنيان والشامي وحفص بزيادة هاء الضمير مذكرا بعد الياء ، والباقون بحذفها. البدور الزاهرة ، ٢٩١.
(٧) أي ، ح : ـ وي.
(٨) أي ، وي : ـ ح.
(٩) عن الضحاك ، انظر الكشاف ، ٥ / ٢٣٢.