ويقال الظالم صاحب سخاء ، والمقتصد صاحب جود ، والسابق صاحب إيثار (١).
ويقال الظالم صاحب رجاء ، والمقتصد صاحب بسط ، والسابق صاحب أنس.
ويقال الظالم صاحب خوف ، والمقتصد صاحب خشية ، والسابق صاحب هيبة.
ويقال الظالم له المغفرة ، والمقتصد له الرحمة والرضوان ، والسابق له القربة والمحبة.
ويقال الظالم صاحب الدنيا ، والمقتصد طالب العقبى ، والسابق طالب المولى.
ويقال الظالم طالب النجاة ، والمقتصد طالب الدرجات ، والسابق صاحب المناجاة.
ويقال الظالم أمن من العقوبة ، والمقتصد فاز بالمثوبة ، والسابق متحقق بالقربة.
ويقال الظالم مضروب بسوط الحرص ، مقتول بسيف الرغبة ، مضطجع على باب الحسرة. والمقتصد مضروب بسوط الندامة ، مقتول بسيف الأسف ، مضطجع على باب الجود.
والسابق مضروب بسوط التواجد ، مقتول بسيف المحبة ، مضطجع على باب الاشتياق.
ويقال الظالم صاحب التوكل ، والمقتصد صاحب التسليم ، والسابق صاحب التفويض.
ويقال الظالم صاحب تواجد ، والمقتصد صاحب وجد ، والسابق صاحب وجود.
ويقال الظالم صاحب المحاضرة ، والمقتصد صاحب المكاشفة ، والسابق صاحب المشاهدة.
ويقال الظالم يراه في الآخرة بمقدار أيام الدنيا في كل جمعة مرة ، والمقتصد يراه في كل يوم مرة ، والسابق غير محجوب عنه البتة.
ويقال الظالم مجذوب إلى فعله الذي هو فضله ، والمقتصد مكاشف بوصفه الذي هو عزّه ، والسابق المستهلك في حقّه الذي هو وجوده.
قوله : (ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) لأنه ذكر الظالم مع السابق (٢).
قوله جل ذكره : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها
__________________
(١) يفيد هذا التقسيم في بحث لغوى عن ترتيب : السخاء والجود والإيثار.
(٢) أعجب القرطبي بمنهج الصوفية في تفسير «الظالم والمقتصد والسابق» على هذا النحو فأورد طائفة كبيرة من أقوالهم استغرقت نحو صفحة ونصف الصفحة (ح ١٤ ص ٣٤٨).