مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣))
نبّه على أن دخولهم الجنة لا باستحقاق بل بفضله ، وليس في الفضل تمييز.
قوله جل ذكره : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤))
تحققوا بحقائق الرضا ، والحزن سمّى حزنا لخزونة (١) الوقت على صاحبه وليس في الجنة حزونة وإنما هو رضا واستبشار.
ويقال ذلك الحزن حزن خوف العاقبة. ويقال هو دوام المراعاة خشية أن يحصل سوء الأدب. ويقال هو سياسة النفس.
(إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ) للعصاة ، (شَكُورٌ) للمطيعين. قدّم ما للعاصين رفقا بهم لضعف أحوالهم (٢).
قوله جل ذكره : (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥))
(دارَ الْمُقامَةِ) : أي دار الإقامة ، لا يبغون عنها حولا ، ولا يتمنون منها خروجا.
(لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) : إذا أرادوا أن يروا (٣) مولاهم لا يحتاجون إلى قطع مسافة ، بل في غرفهم يلقون فيها تحية وسلاما ، فإذا رأوه لم يحتاجوا إلى تقليب حدقة أو تحديق مقلة في جهة (٤) ؛ يرونه كماهم بلا كيفية.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى
__________________
(١) حزن المكان حزونة أي حزن أي خشن وغلظ ، وحزن الرجل اغتم.
(٢) يتجلى هنا ما يتمتع به هذا الصوفي من نزعة الأمل وفتح الباب أمام العصاة.
(٣) يضاف هذا الرأى إلى موضوع «رؤية الله في الآخرة» كما يتصوره القشيري.
(٤) هكذا في م وهي في ص (وجهة) وكلاهما صحيح إذ المقصود تنزيه من يرونه ـ سبحانه ـ عن التقيد بالمكانية .. جلت الصمدية عن التقيد بمحل.