يوم وحسب الدهر من أجله |
|
حيّا غد والتفت الأمس |
قوله جل ذكره : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (٤٠))
كرّر إشهادهم عجز أصنامهم ، ونقص من اتخذوهم آلهة من أوثانهم ؛ ليسفّه بذلك آراءهم ، ولينبّههم إلى ذميم أحوالهم وأفعالهم ، وخسّة هممم ، ونقصان عقولهم.
ثم أخبر أنهم لا يأتون بشىء مما به يطالبون ، وليس لهم صواب عمّا يسألون.
قوله جل ذكره : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤١))
أمسكها بقدرته ، وأتقنهما بحكمته ، ورتّبهما بمشيئته ، وخلق أهلهما على موجب قضيته ، فلا شبيه في إبقائهما وإفنائهما يساهمه ، ولا شريك في وجودهما ونظامهما يقاسمه.
قوله جل ذكره : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤٢) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ...)
ليس لقولهم تحقيق ، ولا لعهدهم وضمانهم توثيق ، وما يعدون من أنفسهم فصريح زور ، وما يوهمون من وفائهم فصرف تغرير .. وكذلك المريد في أوان نشاطه تمنيه نفسه