(فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٤))
يستأنس بعضهم برؤية بعض ، ويستروح بعضهم إلى لقاء بعض.
(يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)
شراب يوجب لهم الطّرب ولا وحشة هناك ، شرابا يحضرهم ولا يسكرهم ، لأنه قال :
(لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧))
فلا تغتال عقولهم ، ولا تزيل حشمتهم ، ولا ترفع عنهم هيبتهم ؛ فقوم يشربون وهم بوصف الستر ، وآخرون يسقون في الحضور ـ وهم على نعت القرب.
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ)
لا ينظرن إلى غير الوليّ (١) ، ثم الوليّ قد ينظر إليهن ، وفيهم من لا ينظر إليهن :
جننّا بليلى وهي جنّت بغيرنا |
|
وأخرى بنا مجنونة لا نريدها |
قوله جل ذكره : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ ...)
يتذاكرون فيما بينهم ، ويذكرون من معارفهم من لا يؤمن بالله ، وما آمن به المؤمنون فيخلق الله لهم إطلاعا عليه وهم في النار يحترقون.
قوله جل ذكره : (قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦)
__________________
(١) المقصود به هنا الزوج ، أي نساء قد قعسرن طرفهن على أزواجهن.