وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧))
نطق الوليّ بالحقّ ولكنه لم يصرّح يعين التوحيد ؛ إذ جعل الفضل واسطة ، والأولى أن يقول : ولو لا ربى لكنت من المحضرين (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (٦١))
يقال : بل الملائكة يقولون لهم هذا ، ويقال : الحقّ ـ سبحانه ـ إذا أراهم مقامهم في الجنة يقول لهم : (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ).
ويقال إن كان العابد يقول هذا ، أو يقال له هذا إذا ظهرت الجنة فإنه إذا بدت شظية من الحقائق وتباشير الوصلة ، أو ذرّة من نسيم القربة فبالحريّ أن يقول القائلون : لمثل هذه الحالة تبذل الأرواح.
على مثل سلمى يقتل المرء نفسه |
|
وإن بات من سلمى على اليأس طاويا |
وهاهنا تضيق العبارات ، وتتقاصر الإشارات.
قوله جل ذكره : (أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢))
ذكر صفة هوان الأعداء ، وما هم به من صفة المذلة والعذاب في النار ؛ من أكل الضريع ، ومن شراب الزقوم التي هي في قبح صورة الشياطين ، ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ... إلى آخر القصة.
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (٧٥) وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦))
__________________
(١) أي نطق بعين الفرق ولو كان بعين الجمع لقال : «ولو لا ربى ...».