لمّا أصابه من الأذى من قومه حين كذّبوه ، ولم يسمعوا منه ما كان يقول من حديثنا .. رجع إلينا ، فخاطبنا وخاطبناه ، وكلمنا وكلمناه ، ونادانا فناديناه ، وكان لنا فكّنا له ، وأجابنا فأجبناه .. فلنعم المجيب كان لنا ولنعم المجيبون كنّا له!
(مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) : شتان بين كرب نوح وبين كرب أهله!
وما يبكون مثل أخى ولكن |
|
أعزّى النّفس عنه بالتأسى |
قوله جل ذكره : (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ (٧٧))
لأنّ الناس كلهم من أولاد نوح ، فإنّ من كان معه في السفينة لم يتناسلوا (١)
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (٧٨))
يريد به قول الناس عنه إلى يوم القيامة.
قوله جل ذكره : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (٨٣) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤))
يعنى أنّ إبراهيم من شيعة نوح عليهالسلام في التوحيد ـ وإن اختلفا في فروع شرعيهما.
(بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) : لا آفة فيه. ويقال لديغ من المحبة. ويقال : سليم من محبة الأغيار. ويقال سليم من حظوظ نفسه وإرادته. ويقال : مستسلم لله في قضائه واختياره.
قوله جل ذكره : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ (٨٥))
سألهم على جهة الإنكار عليهم ، والتنبيه لهم على موضع غلطتهم.
(فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ)
__________________
(١) قال ابن عباس : لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءه.