زيّن السماء الدنيا بمصابيح ، وزيّن وجه الأرض بمصابيح هي قلوب الأحباب ؛ فأهل السماء إذا نظروا إلى قلوب الأولياء بالليل فذلك متنزههم كما أن أهل الأرض إذا نظروا إلى السماء استأنسوا برؤية الكواكب.
قوله جل ذكره : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (١٣))
أي أخبر المكذّبين لك أنّ لكم سلفا .. فإن سلكتم طريقهم في العناد ، وأبيتم إلّا الإصرار ألحقناكم بأمثالكم.
(فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (١٥))
ركنوا إلى قوة نفوسهم فخانتهم قواهم ، واستمكنت منهم بلواهم.
(فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (١٦))
(١) فلم يغادر منهم أحدا.
قوله جل ذكره : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٧) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (١٨))
__________________
(١) فى قراءة أبى عمرو «نحسات» وبإسكان الحاء على أنها جمع المصدر «نحس» مستدلا بقوله تعالى : «فى يوم نحس مستمر» ولو كان صفة لم يضف اليوم إليه.