الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٦))
اقترح أبو جهل على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يحيى لهم نفسا (١) :
«لتخبرنا : هل أنت صادق أم لا؟» فأخبر الله ـ سبحانه ـ أنهم اقترحوا هذا بعد قيام الحجّة عليهم ، وإظهار ما أزاح لهم من العذر : ثم قال جلّ ذكره :
(أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٩))
(تُبَّعٍ) هو ملك لليمن ، وكان مسلما ، وكان في قومه كثرة ، وأهلك الله سبحانه قومه على كثرة عددهم ، وكمال قوّتهم.
قوله جل ذكره : (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ..)
ما خلقناهما إلا بالحقّ ، بالحكم الحقّ ؛ وبالأمر الحقّ ... «فأنا محقّ في خلقهما» : أي كان لى خلقهما.
قوله جل ذكره : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢))
__________________
(١) حدّد أبو جهل ذلك حين قال النبي : ابعث لنا ـ إن كنت صادقا ـ رجلا مثل قصيّ بن كلاب لنسأله عمّا يكون بعد الموت.
وهذا القول من أبى جهل فيه ضعف ؛ لأن البعث يكون للجزاء لا للتكليف.