قوله جل ذكره : (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (٣٠))
أي في معنى الخطاب ، فالأسرّة تدلّ على السريرة ، وما يخامر القلوب فعلى الوجوه يلوح أثره :
لست ممن ليس يدرى |
|
ما هوان من كرامة |
إنّ للحبّ |
|
وللبغض على الوجه علامة |
والمؤمن ينظر بنور الفراسة (١) ، والعارف ينظر بنور التحقيق ، والموحّد ينظر بالله فلا يستتر عليه شىء (٢).
ويقال : بصائر الصديقين غير مغطّاة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سدوا كل خوخة غير خوخة أبى بكر» (٣).
قوله جل ذكره : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (٣١))
بالابتلاء والامتحان تتبين جواهر الرجال ، فيظهر المخلص ، ويفتضح المماذق ، وينكشف المنافق ، فالذين آمنوا وأخلصوا نجوا وتخلصوا ، والذين كفروا ونافقوا وقعوا (٤) فى الهوان وأذلّوا ، ووسموا بالشقاوة وقطعوا.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣))
__________________
(١) هكذا في م وهي في ص (بعين الفراسة). روى الترمذي والطبراني من حديث أبى أمامة ، والترمذي من حديث أبى سعد ، والطبراني وأبو نعيم والبزاز بسند صحيح عن أنس «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله».
(٢) يفيد هذا الكلام في ترتيب القوم : مؤمن ثم عارف ثم موحد فالموحدون أعلى درجات السائرين.
(٣) يقول القشيري في كتابه «المعراج» ص ٧٢ : (كان الصديق مخصوصا من البصيرة بما لم يخص به غيره قال (ص) : «سدوا كل خوخة غير خوخه أبى بكر». وذلك لما فتحوا في المسجد من كل دار خوخة ، والإشارة فيه أن الصديق ليس بممنوع من الإبصار بحال).
(٤) سقطت (وقعوا) فى ص ، وموجودة في م.