(لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) : بالرياء والإعجاب والملاحظة.
(لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) : بالمساكنة إليها. (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) بطلب الأعواض عليها.
(لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) : بتوهمكم أنه يجب بها شىء دون فضل الله (١).
قوله جل ذكره : (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥))
أي لا تميلوا إلى الصلح مع الكفار وأنتم الأعلون بالحجة (٢).
أنتم الأعلون بالنصرة. قوله (وَاللهُ مَعَكُمْ). أي بالنصرة ويقال : لا تضعفوا بقلوبكم ، وقوموا بالله ؛ لأنكم ـ والله معكم ـ لا يخفى عليه شىء منكم ، فهو على الدوام يراكم. ومن علم أنّ سيّده يراه يتحمل كلّ مشقة مشتغلا برؤيته :
(وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ)
أي لا ينقصكم أجر أعمالكم.
قوله جل ذكره : (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦))
تجنبوا الشّرك والمعاصي حتى يفيكم أجوركم.
والله لا يسألكم من أموالكم إلا اليسير منها وهو مقدار الزكاة (٣).
(إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧))
__________________
(١) هذه الإشارة موجهة إلى الذين يزعمون أن الطاعة توجب على الله الثواب. ويرى القشيري أنه لا وجوب على الله ؛ فكل شىء من فضله ؛ لأن طاعة العبد لا توجب لله زينا ، ومعصيته لا تلحق به سبحانه شينا. والله (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ).
(٢) عند هذا الحد انتهت النسخة م ، ولذا فإننا نعتمد على النسخة ص في بقية السورة ، وهي مساحة كبيرة.
(٣) وهي على حد تعبير سفيان بن عيينه : غيض من فيض.