إنّ آثارنا تدل علينا |
|
فانظروا بعدنا إلى الآثار |
أم بأفعالك التي هي بالرياء مشوبة؟ أم بأحوالك التي هي بالإعجاب مصحوبة؟ أم بمعاملاتك التي هي ملأى بالخيانة؟
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ؟) أتقاكم أي أبعدكم عن نفسه ، فالتقوى هي التحرّر من النفس وأطماعها وحظوظها. فأكرم العباد عند الله من كان أبعد عن نفسه وأقرب إلى الله تعالى.
قوله جل ذكره : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا)
الإيمان هو حياة القلب ، والقلب لا يحيا إلا بعد ذبح النّفس ، والنفوس لا تموت ولكنها تغيب ، ومع حضورها لا يتمّ خير ، والاستسلام في الظاهر إسلام. وليس كلّ من استسلم ظاهرا مخلص في سرّه.
(وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)
فى هذا دليل على أن محلّ الإيمان القلب. كما أنه في وصف المنافقين قال تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ؛ ومرض القلب والإيمان ضدان.
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥))
جعل الله الإيمان مشروطا بخصال ذكرها ، ونصّ عليها بلفظ (إِنَّمَا) وهي للتحقيق الذي يقتضى طرد العكس ؛ فمن خرج عن هذه الشرائط التي جعلها للإيمان فمردود عليه قوله.
والإيمان يوجب للعبد الأمان ، فما لم يكن الإيمان موجبا للأمان فصاحبه بغيره أولى.