ذلك مبلغهم من العلم ؛ وإنما رضوا بالدنيا لأنهم لم يعلموا حديث الآخرة ، وإنّ ربّك عليم بالضالّ ، عليم بالمهتدي ... وهو يجازى كلّا بما يستحق.
قوله جل ذكره : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١))
يجزى الذين أساءوا بالعقوبات ، ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى.
قوله جل ذكره : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ)
الذنوب كلّها كبائر لأنها مخالفة لأمر الله ، ولكنّ بعضها أكبر من بعض. ولا شىء أعظم من الشّرك. (وَالْفَواحِشَ) المعاصي.
(إِلَّا اللَّمَمَ) : تكلموا فيه ، وقالوا : إنه استثناء منقطع ، واللمم ليس بإثم ولا من جملة الفواحش.
ويقال : اللمم من جملة الفواحش ولكن فيها اشتباها ـ فأخبر أنه يغفرها.
ويقال : اللمم هو أن يأتى المرء ذلك ثم يقلع عنه بالتوبة.
وقال بعض السّلف : هو الوقعة من الزّنا تحصل مرة ثم لا يعود إليها ، وكذلك شرب الخمر ، والسرقة .. وغير ذلك ، ثم لا يعود إليها.
ويقال : هو أن يهم بالزّلّة ثم لا يفعلها.
ويقال : هو النّظر. ويقال : ما لا حدّ عليه من المعاصي ، وتكفّر عنه الصلوات. (والأصحّ أنه استثناء منقطع وأن اللمم ليس من جملة المعاصي) (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ
__________________
(١) ما بين القوسين موجود في م وغير موجود في ص.