فمن اختلاف أحوالهم : أنّ لشموسهم في بعض الأحيان كسوفا وذلك عند ما يردّون (١).
ونجوم علومهم قد تنكدر لاستيلاء الهوى على المريدين في بعض الأحوال ، فعند ذلك (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ).
قوله جل ذكره : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦))
أي : أقسم ، والخنّس والكنّس هي النجوم إذا غربت (٢).
ويقال : البقر الوحشي (٣).
قوله جل ذكره : (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ)
عسعس : أي جاء وأقبل.
(تَنَفَّسَ) : خرج من جوف الليل.
أقسم بهذه الأشياء ، وجواب القسم :
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ).
إن هذا القرآن لقول رسول كريم ، يعنى به جبريل عليهالسلام.
(ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مَكِينٍ)
من المكانة ، وقد بلغ من قوته أنه قلع قرية آل لوط وقلبها.
(وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ)
وهذا أيضا من جواب القسم.
(وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ)
رأى محمد جبريل عليهالسلام بالأفق المبين ليلة المعراج.
__________________
(١) «عند ما يردّون» فى أحوال القبض بعد البسط والهجر بعد الوصل ، والخوف بعد الرجاء والفرق بعد الجمع .. ونحو ذلك.
(٢) قيل هي الكواكب الخمسة الدراري : زحل ، والمشترى ، وعطارد ، والمريخ ، والزّهرة (فى رواية عن على ابن أبى طالب).
(٣) فسرت هكذا في رواية عن عبد الله بن مسعود ، وأخرى عن ابن عباس.