قوله جل ذكره : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا)
أي : قامت القيامة.
(وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)
(وَجاءَ رَبُّكَ) أي الملائكة بأمره (١).
ويقال : يفعل فعلا فيسميه مجيئا.
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى)
يقال : تقاد جهنم بسبعين ألف زمام (٢)
وفي ذلك اليوم يتذكر الإنسان .. ولا ينفعه التذكّر ، ولا يقبل منه العذر.
(يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي)
أي : أطعت ربّى ونظرت لنفسى.
(فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ)
أي : لا يعذّب في الدنيا أحد مثلما يعذّبه الله في ذلك اليوم .. إذا قرئت الذال بالكسر.
أما إذا قرئت بالفتح (٣) (لا يُعَذِّبُ) فالمعنى : لا يعذّب أحد مثلما يعذّب هذا الكافر (٤).
قوله جل ذكره : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧))
__________________
(١) أي : جاءهم ربّك. أي : ظهرت آياته ، وأزيل الشك ، وصارت المعارف ضرورية ، وظهرت القدرة الإلهية. والمقصود نفى التحول من مكان إلى مكان عن الله ، فقد جلّت الصمدية عن الارتباط بالتحول الحركى والتقيد الزمانى والمكاني.
(٢) «... كل زمام بيد سبعين ألف ملك ، لها تغيظ وزفير ، حتى تنصب عن يسار العرش» (ابن مسعود) وفي صحيح مسلم حديث يرويه ابن مسعود بهذا المعنى.
(٣) بالفتح قراءة الكسائي «لا يُعَذِّبُ» «وَلا يُوثِقُ».
(٤) قيل : هو إبليس لأنه أشد المخلوقات عذابا ، وقيل «هو أمية بن خلف لتناهيه في كفره وعناده.