أنلزم ، يتعدّى إلى مفعولين ، فالمفعول الأول الكاف والميم ، والمفعول الثّانى الهاء والألف ، وأثبت الواو فى أنلزمكموها ، ردّا إلى الأصل ، لأن الضّمائر تردّ الأشياء إلى أصولها ، كقولك : المال لك وله. فتردّ الكلام إلى أصلها وهو الفتح مع المضمر ، وإن كنت تكسرها مع المظهر ، نحو : المال لزيد ، لأنّ الضمائر تردّ الأشياء إلى أصولها.
وأنتم لها كارهون ، جملة اسميّة فى موضع الحال.
ولها ، فى موضع نصب لأنّه يتعلّق بكارهون.
قوله تعالى : (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ) (٣١).
تزدرى ، أصله تزترى على وزن تفتعل ، إلا أنه اجتمعت الزّاى مع تاء الافتعال والتّاء مهموسة ، والزاى مجهورة ، فأبدل من التّاء دالا (١) لقرب مخرجهما ، فقالوا : تزدرى ، نحو : يزدجر ويزدهى ، والأصل يزتجر يفتعل من الزّجر ، ويزتهى يفتعل من الزّهو ، ففعل به ما فعل بيزدرى ، وتقديره ، تزدريهم ، فحذف المفعول من الصّلة وهو العائد كقوله تعالى :
(أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)(٢)
أى بعثه الله.
قوله تعالى : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) (٣٦).
نوح ، منصرف لأنّه خفيف ، وإن كان فيه العجمة والتّعريف ، وقيل : هو منصرف لأنّه عربىّ من ناح ينوح.
ومن : فى موضع رفع لأنّه فاعل يؤمن.
__________________
(١) (دال) فى أ ، ب.
(٢) ٤١ سورة الفرقان.