يا ويلنا ، فيه وجهان.
أحدهما : أن يكون منادى مضافا. فويل ، هو المنادى. ونا ، هو المضاف إليه ، ونداء الويل ، كنداء الحسرة ، فى قوله تعالى :
(يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ).
والثانى : أن يكون المنادى محذوفا. وويلنا ، منصوب على المصدر ، كأنهم قالوا يا هؤلاء ويلا لنا. فلما أضاف حذف اللام الثانية.
وزعم الكوفيون أن اللام المحذوفة هى الأولى ، وفى جواز (ويل زيد) بالفتح ، وجواز (ويل زيد) بالضم على مذهبهم ، أول دليل على أن المحذوفة هى اللام الثانية لا الأولى ، لأن لام الجر ، لا يجوز فتحها مع المظهر. وفى (هذا) وجهان.
أحدهما : أن يكون فى موضع رفع لأنه مبتدأ. و (ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) خبره.
والثانى : أن يكون (هذا) فى موضع جر لأنه صفة ل (مرقدنا) وما ، فى موضع رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، بعثكم ما وعد الرحمن ، والأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) (٥٥).
أصحاب ، اسم (إنّ) وخبرها يجوز أن يكون (فى شغل) ، ويجوز أن يكون (فاكهون). و (فى شغل) متعلق ب (فاكهون) ، ويجوز أن يكونا خبرين ، ولا يجوز أن تجعل (اليوم) خبرا ، لأنه ظرف زمان ، وظروف الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث. واليوم ، منصوب على الظرف ، والعامل فيه الظرف وهو قوله : (فى شغل) وتقديره : إن أصحاب الجنة كائنون فى شغل اليوم. فقدم معمول الظرف على الظرف كقولهم : كل يوم لك درهم. ولا يجوز أن يكون العامل فيه نفس (شغل) ، لأن (شغل) مصدر وما كان فى صلة المصدر لا يتقدم عليه.