وفي رجال حديث مسلم « أبو بردة بن أبي موسى » وهو ممن عرف واشتهر بالجرائم الموبقة ، فقد كان له يد في قتل الصحابي العظيم « حجر بن عدي » وأصحابه إذ شهد عليهم زورا.
قال الطبري : « ثم بعث زياد الى أصحاب حجر ، حتى جمع منهم اثنى عشر رجلا في السجن ، ثم انه دعا رءوس الارباع فقال : اشهدوا على حجر بما رأيتم منه ، وكان رءوس الارباع يومئذ عمرو بن حريث على ربع أهل المدينة ، وخالد بن عرفطة على ربع تميم وهمدان ، وقيس بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة على ربع ربيعة وكندة ، وأبو بردة بن أبي موسى على مذحج وأسد ، فشهد هؤلاء الأربعة أن حجرا جمع اليه الجموع وأظهر شتم الخليفة ودعا الى حرب أمير المؤمنين ، وزعم أن هذا الأمر لا يصلح الا في آل أبي طالب ووثب بالمصر ، وأخرج عامل أمير المؤمنين وأظهر عذر أبي تراب والترحم عليه والبراءة من عدوه وأهل حربه ، وان هؤلاء النفر الذين معه هم رءوس أصحابه وعلى مثل رأيه وأمره » (١).
وهذا نص شهادة أبي بردة : « بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين : شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا الى الحرب الفتنة ، وجمع اليه الجموع يدعوهم الى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية وكفر بالله عز وجل كفرة صلعاء.
فقال زياد : على مثل هذه الشهادة فاشهدوا ، أنا [ أما ] والله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن الأحمق ، فشهد رءوس الارباع على مثل شهادته وكانوا أربعة ، ثم ان زيادا دعا الناس فقال : اشهدوا على مثل شهادة رءوس الارباع » (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ / ١٩٩.
(٢) تاريخ الطبري ٤ / ٢٠٠.