وفي لفظ : من أفتى بفتيا بغير علم كان اثم ذلك على الذي أفتاه. رواه أحمد وأبو داود ».
لقد كان في الصحابة من لم يبلغه كثير من أحكام الدين وسنن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلذا كانوا كثيرا ما يخالفون حكم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويحكمون بخلافه ، بل ربما خالفوا صريح الكتاب ونصه.
وبالرغم من اشتهار قضاياهم فاننا نكتفي هنا بإيراد كلام الحافظ ابن حزم في هذا المورد حيث قال ما نصه :
« ووجدنا الصاحب من الصحابة رضي الله عنهم يبلغه الحديث فيتأول فيه تأويلا يخرجه به عن ظاهره ، ووجدناهم رضي الله عنهم يقرون ويعترفون بأنهم لم يبلغهم كثير من السنن ، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة : ان إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وان إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم ، وهكذا قال البراء ... قال : ما كل ما نحدثكموه سمعناه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ و ] لكن حدثنا صحابنا ، وكانت تشغلنا رعية الإبل.
وهكذا [ وهذا ] أبو بكر رضياللهعنه لم يعرف فرض ميراث الجدة وعرفه محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة ، وقد سأل أبو بكر رضياللهعنه عائشة في كم كفن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟
وهذا عمر رضياللهعنه يقول في حديث الاستئذان : أخفي علي هذا من أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ ألهاني الصفق في الأسواق.
وقد جهل أيضا أمر املاص المرأة وعرفه غيره ، وغضب على عيينة بن حصن ، حتى ذكّره الحر بن قيس بن حصن بقوله تعالى : وأعرض عن الجاهلين.
وخفي عليه أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باجلاء اليهود والنصارى من