سلم فلببته بردائه فقلت : من أقرئك هذه السورة التي [ سمعتك ] تقرأ؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقلت كذبت ، فان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أقرأنيها على غير ما قرأت.
فانطلقت به أقوده الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت : اني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أرسله ، اقرأ يا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كذلك أنزلت. ثم قال اقرأ يا عمر ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كذلك أنزلت ، ان هذا القرآن أنزل [ على ] سبعة أحرف ، فاقرؤا ما تيسر منه » (١).
كذبه الشعبي ـ وهو من كبار التابعين ـ قال الذهبي : « قال الحاكم في ترجمة الشعبي : ثنا ابراهيم بن مضارب العمري [ القمري ] ثنا محمد بن اسماعيل ابن مهران نا عبد الواحد بن نجدة الحوطي نا بقية نا سعيد بن عبد العزيز حدثني ربيعة بن يزيد قال : قعدت الى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك. فحدث رجل من الصحابة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انه قال : اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الأمراء ، فان كان خيرا فلكم ، وان كان شرا فعليهم وأنتم منه براء.
فقال له الشعبي : « كذبت » (٢).
لقد كذب هؤلاء ـ وهم من مشاهير الصحابة ـ في حرب الجمل في
__________________
(١) صحيح البخاري ٦ / ٢٢٧.
(٢) تذكرة الحفاظ ـ ترجمة الشعبي ـ.