هذا العبد الأجدع يشتمني؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يا خالد لا تسب عمارا فان من سب عمارا فقد سب الله ومن ابغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمارا لعنه الله ، ثم ان عمارا قام مغضبا ، فقام خالد فتبعه حتى أخذ بثوبه واعتذر اليه فرضي عنه » (١).
لقد خالف عبد الرحمن بن عوف عمارا ، ولم يهتد بهداه فضل وأضل ...
فقد روى الطبري ( التاريخ ٣ / ٢٩٧ ) وابن الأثير ( ٣ / ٣٧ ) وابن عبد ربه ( العقد الفريد ٢ / ١٨٢ ) في قصة الشورى واللفظ للأول ما نصه : « فلما صلوا الصبح جمع الرهط وبعث الى من حضره من المهاجرين وأهل السابقة والفضل من الأنصار والى أمراء الأجناد ، فاجتمعوا حتى التج المسجد بأهله فقال : ايها الناس ، ان الناس قد أحبوا ان يلحق أهل الأمصار بأمصارهم ، وقد علموا من أميرهم ، فقال سعيد بن زيد : انا نراك لها أهلا فقال : أشيروا عليّ بغير هذا ، فقال عمار : ان أردت ان لا يختلف المسلمون فبايع عليا ، فقال المقداد بن الأسود : صدق عمار ، ان بايعت عليا قلنا سمعنا واطعنا. قال ابن أبي سرح : ان أردت ان لا تختلف قريش فبايع عثمان ، فقال عبد الله ابن أبي ربيعة : صدقت ان بايعت عثمان قلنا سمعنا واطعنا ، فشتم عمار ابن أبي سرح وقال : متى كنت تنصح المسلمين ، فتكلم بنو هاشم وبنو أمية فقال عمار : أيها الناس ان الله عز وجل أكرمنا بنبيّه واعزّنا بدينه ، فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم؟! ».
ان هذا الحديث دليل على ضلال سعد بن أبي وقاص ، لما ذكروا من
__________________
(١) السيرة الحلبية ٢ / ٢٦٥.