وأما والله يا مغيرة انها للوثبة المودية تؤدي من قام فيها الى الجنة ولها اختان بعدها فإذا غشيتاك فنم في بيتك.
فقال المغيرة : أنت والله يا أمير المؤمنين اعلم مني ولئن لم أقاتل معك لا أعين عليك ، فان يكن ما فعلت صوابا فإياه أردت ، وان خطأ فمنه نجوت ، ولي ذنوب كثيرة لا قبل لي بها الا الاستغفار منها » (١).
ان هذا الحديث دليل واضح على ضلالة عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة ، فإنهم لم يتبعوا عمارا ولم يهتدوا بهداه ، فقد ذكر ابن قتيبة : « اعتزل عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة عن مشاهد علي وحروبه ، قال : وذكروا ان عمار بن ياسر قام الى علي فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي آتي عبد الله بن عمر فأكلمه لعله يخف معنا في هذا الأمر ، فقال علي : نعم ، فأتاه فقال له : يا ابا عبد الرحمن انه قد بايع عليا المهاجرون والأنصار ومن ان فضلناه عليك لم يسخطك وان فضلناك عليه لم يرضك ، وقد أنكرت السيف في أهل الصلاة ، وقد علمت ان على القاتل القتل وعلى المحصن الرجم ، وهذا يقتل بالسيف وهذا يقتل بالحجارة ، وان عليا لم يقتل أحدا من اهل الصلاة فيلزم حكم القاتل.
فقال ابن عمر : يا ابا اليقظان ان أبي جمع اهل الشورى الذين قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عنهم راض ، فكان أحقهم بها علي ، غير انه جاء معه امر فيه السيف ولا أعرفه ، ولكن الله ما أحب ان لي الدنيا وما عليها واني أظهرت أو أضمرت عداوة علي.
قال : فانصرف عنه ، فأخبر عليا بقوله ، فقال لو أتيت محمد بن مسلمة الانصاري ، فأتاه عمار فقال له محمد : مرحبا بك يا أبا اليقظان على فرقة ما
__________________
(١). الامامة والسياسة ١ / ٥٠.