ـ بزعم الخفاجي ـ غير جازم به ، وحديث النجوم ـ الذي اعترف الخفاجي بضعفه ـ بصيغة الجزم.
ولقد حاول الخفاجي الدفاع عن القاضي بوجه ـ زعم أنه أقوى وأحسن ـ وغفل عما يترتب عليه ويتوجه اليه ـ وعلى القاضي ـ من وجوه النقد والاشكال.
وبما ذكرنا ظهر : سقوط دفاع القاري والخفاجي عن القاضي ، وبقاء اعتراض العراقي وغيره على حاله.
قال السندي بعد أن ذكر حديث الثقلين ودلالته : « فان قلت :
قد ورد أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وورد : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ وورد : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين الحديث.
فقد ثبت الحث باقتداء غيرهم واهتداء من اقتدى بهم. قلت [ فلنا ] : الحديث الاول موضوع ، والا لكان قوله « اهتديتم » فيه خاصة مما يدل على عدم خطئهم ... » (١).
وقال القاضي محب الله البهاري عند نفي حجية اجماع الشيخين او الخلفاء الأربعة : « قالوا : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، وعليكم بسنتي ... الحديث.
قلنا : خطاب للمقلدين وبيان لاهلية الاتباع ، لان المجتهدين كانوا يخالفونهم والمقلدين قد يقلدون غيرهم ، وأما المعارضة بأصحابي كالنجوم ، وخذوا شطر دينكم عن الحميراء كما في المختصر فتدفع بأنهما ضعيفان » (٢).
__________________
(١) دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب ٢٤٠.
(٢) مسلم الثبوت بشرح عبد العلى ٢ / ٥١٠.