سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة في قصة ذكرها : أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ... » (١).
وقد ذكر ابن طلحة الشافعي تلك القصة عن أبي الحسن الواحدي وأبي إسحاق الثعلبي ، وأورد قصيدة حسان بن ثابت التي ضمنها إياها ، وتكلم على القصة بالتفصيل ، فليراجع (٢).
ومن عجائب الأمور : ان يخرج له أبو داود في سننه ، ويعدوه من رجال الصحاح ويروي جماعة عنه ، كما لا يخفى على من راجع كتب رجال الحديث.
لقد كذب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جماعة من الاصحاب في قصة أهل هجرة الحبشة فيما رواه المتقى : « عن الشعبي قال : لما أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قتل جعفر بن أبي طالب ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امرأته اسماء بنت عميس حتى فاضت عبرتها فذهب بعض حزنها ، ثم أتاها فعزاها ودعا بني جعفر فدعا لهم ودعا لعبد الله بن جعفر ان يبارك له في صفقة يده ، فكان لا يشتري شيئا الا ربح فيه ، فقالت له اسماء : يا رسول الله ان هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين ، فقال : كذبوا ، لكم الهجرة مرتين ، هاجرتم الى النجاشي وهاجرتم الي. ش » (٣).
* وكذب جماعة منهم في قصة عمل عامر بن الأكوع في حديث أخرجه الشيخان في غزوة خيبر عن سلمة بن الأكوع ـ واللفظ لمسلم ـ قال : « فلما تصاف القوم كان سيف عامر فيه قصر فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب ركبة عامر فمات منه ، قال : فلما قفلوا قال سلمة
__________________
(١) الاستيعاب ٤ / ١٥٥٤.
(٢) مطالب السؤل ٥٧.
(٣) كنز العمال ١٥ / ٢٩٤.