لقد كذبت هذه الصحابية على زوجها الثاني بحضرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيما أخرجه البخاري في كتاب اللباس باب الثياب الخضر من [ صحيحه ] ورواه البغوي والرازي والخازن والسيوطي والشربيني والزمخشري كلهم بتفسير قوله عز وجل « فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ » (١).
قال الزمخشري : « روى عن عائشة رضي الله عنها : ان امرأة رفاعة جاءت الى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقالت : ان رفاعة طلقني فبت طلاقي وان عبد الرحمن ابن الزبير تزوجني ، وانما معه مثل هدبة الثوب ، وانه طلقني قبل ان يمسني ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أتريدين ان ترجعى الى رفاعة؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك.
وروى انها لبثت ما شاء الله ثم رجعت فقالت : انه كان قد مسني ، فقال لها كذبت في قولك الاول فلن أصدقك في الآخر ، فلبثت حتى قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فأتت ابا بكر رضياللهعنه فقالت : أأرجع الى زوجي الاول؟ فقال : قد عهدت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قال لك ما قال ، فلا ترجعي اليه.
فلما بعض ابو بكر رضياللهعنه قالت مثله لعمر رضياللهعنه فقال : ان أتيتيني بعد مرتك هذه لأرجمنك ، فمنعها » (٢).
وقد كذبت هذه الصحابية على زوجها الثاني عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد اخرج النسائي ما نصه : « أخبرنا علي بن حجر قال أخبرنا
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٣٠.
(٢) الكشاف ١ / ٢٧٥.