هشيم قال أخبرنا يحيى عن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس ان الغميصا ـ أو الرميصا ـ أتت النبي صلّى الله عليه وسلّم تشتكي زوجها انه لا يصل إليها ، فلم تلبث ان جاء زوجها فقال : يا رسول الله هي كاذبة وهو يصل إليها ، ولكنها تريد أن ترجع الى زوجها الاول ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليس ذلك لها حتى تذوق عسيلته » (١).
لقد كذّبها عمر بن الخطاب في حديثها عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انه لم يجعل للمطلقة ثلاثا سكنى ولا نفقة ، وقد روى ذلك من الفقهاء الطحاوي في ( معاني الآثار ) والسرخسي في ( المبسوط ) والكاساني في ( بدائع الصنائع ) والمرغيناني في ( الهداية ) في « كتاب الطلاق » ومن الأصوليين الآمدي في ( الاحكام ) والغزالي في ( المستصفى ) والبخاري في ( كشف الأسرار ) وعبد العلي في ( فواتح الرحموت ) وغيرهم.
بل لقد كذبها جماعة من الاصحاب فيما ذكروا. قال العيني : « وحديث فاطمة لا يجوز الاحتجاج به من وجوه ، الاول : ان كبار الصحابة رضي الله عنهم أنكروا عليها كعمر وابن مسعود وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد وعائشة رضي الله عنهم ، حتى قالت لفاطمة فيما رواه البخاري الا تتقي الله. وروى انها قالت لها : لا خير لك فيه. ومثل هذا الكلام لا يقال الاّ لمن ارتكب بدعة محرمة » (٢).
ولقد كذّب جماعة من الصحابة والصحابيات هذه الصحابية المهاجرة
__________________
(١) السنن للنسائى ٢ / ٩٧.
(٢) شرح كنز الدقائق للعينى ١ / ٢٣٣.