لقد أباح عمر بن الخطاب شرب الشراب المثلث وان كان شديدا ، ثم لما أشكل على عبادة بن الصامت ذلك قال له عمر : « يا أحمق ... » وهكذا شخص لا يليق لان يكون مرجعا للامة حتى في غير المنصوصات ...
وقد روى هذه الواقعة فقيه الحنفية شمس الأئمة السرخسي واستخرج منها أحكاما عديدة حيث قال : « وعن محمد بن الزبير رضياللهعنه قال : استشار الناس عمر رضياللهعنه في شراب مرقق ، فقال رجل من النصارى : انا نصنع شرابا في صومنا ، فقال عمر رضياللهعنه : ايتني بشيء منه ، قال : فأتاه بشيء منه ، قال : ما أشبه هذا بطلاء الإبل ، كيف تصنعونه؟ قال : نطبخ العصير حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ، فصب عليه عمر رضياللهعنه ماء وشرب منه ، ثم ناوله عبادة بن الصامت رضياللهعنه وهو عن يمينه فقال عبادة : ما أرى النار تحل شيئا ، فقال عمر : يا أحمق أليس يكون خمر ثم يصير خلا فنأكله؟.
وفي هذا دليل إباحة شرب المثلث وان كان مشتدا ، فان عمر رضياللهعنه استشارهم في المشتد دون الحلو ، وهو مما يكون ممريا للطعام مقويا على الطاعة في ليالي الصيام ، وكان عمر رضياللهعنه حسن النظر للمسلمين وكان أكثر الناس مشورة في أمور الدين خصوصا فيما يتصل بعامة المسلمين .. » (١).
لقد كان في أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحاب محدثات وبدع ، وقد كثر ذلك من معاوية بن أبي سفيان حتى أنكر عليه فيها سائر الاصحاب ....
قال محمد معين السندي ما نصه : « ثم ان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
__________________
(١) المبسوط ٢٤ / ٧.