سعيد زيد العمى أبو الحوارى وكان ضعيفا في الحديث ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه ومن يروي عنه ضعفاء » (١).
وقال شهاب الدين الخفاجي : « وقال صلّى الله عليه وسلّم في حديث آخر رواه الدارقطني وابن عبد البر في العلم من طريق أسانيد كلها ضعيفة حتى جزم ابن حزم بأنه موضوع ، وقال الحافظ العراقي : كان ينبغي للمصنف رحمهالله أن لا يورده بصيغة الجزم.
وما قيل : من انه ليس بوارد لان المصنف رحمهالله ساقه في فضل الصحابة وقد استقروا على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فضلا عن فضائل الرجال ، لا وجه له ، لان قول أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم فيه العمل بما فعلوه وقالوه من الاحكام ، وليس هذا من قبيل الفضائل التي يجوز العمل فيها بالضعيف » (٢).
أقول :
هذا كلام الخفاجي ، ثم جعل يدافع عن القاضي بوجه آخر فقال : فلو قال انه بمعنى الحديث الذي قبله ـ وهو حديث صحيح يعمل به ـ ولذا ساقه بعده كالمتابعة له ، ولذا جزم به كان أقوى وأحسن.
الا أنه واه بل أوهن من بيت العنكبوت لوجوه :
الاول : ان حديث الاقتداء موضوع لغرض لم يوضع لأجله حديث النجوم ، فان الاول وضع للشيخين والثاني لجميع الصحابة ، ولذا ذهب جماعة من الأصوليين الى انهما متعارضان ، كما لا يخفى على من راجع ( احكام
__________________
(١) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ٤ / ٧٦.
(٢) نسيم الرياض ـ شرح الشفاء ٤ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤.