لقد اعترف ابن تيمية ـ وهو من فتن أهل السنة بهفواته ـ بضعفه ، إذ قال في الجواب عن حديث « أقضاكم علي » بعد أن ذكره : « مع أن الحديث الذي فيه ذكر معاذ وزيد بعضهم يضعفه وبعضهم يحسنه » (١).
أقول : سيأتي تعقيب ابن عبد الهادي لتحسين بعضهم إياه.
ان حديث أعلمية معاذ بن جبل ـ وان حسنه بعضهم بل صححه ـ باطل عند ابن عبد الهادي ، فقد صرح في ( التذكرة ) بأن في متنه نكارة وبأن شيخه ضعفه بل رجح وضمه.
لقد عد الحافظ الذهبي ـ الذي استند ( الدهلوي ) الى كلامه في رد حديث الطير ـ هذا الحديث في الأحاديث المقدوحة ، وصرح بذلك في ( الميزان ) بترجمة سلام بن سليم ، كما ستقف عليه ان شاء الله تعالى.
لقد قدح المناوي في هذا الحديث لكون « ابن البيلماني » في سنده ، ونقل في ذلك كلام ابن عبد الهادي ، فقال في شرح الحديث الطويل المشار اليه سابقا » : « ع. من طريق ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر بن الخطاب. وابن البيلماني حاله معروف. لكن في الباب أيضا عن أنس وجابر وغيرهما عن الترمذي وابن ماجة والحاكم وغيرهم ، لكن قالوا في روايتهم بدل « أرأف » : « أرحم ». وقال ت : حسن صحيح ، وقال ك : على شرطهما.
وتعقبهم ابن عبد الهادي في تذكرته بأن في متنه نكارة ، وبأن شيخه
__________________
(١) منهاج السنة ٢ / ١٣٨.