حواليه صلّى الله عليه وسلّم وحاضرون عنده.
قال ولي الله : « ومنها اختلاف الوهم في التعبير ، مثاله أن رسول الله حج ، فرآه الناس ، فذهب بعضهم الى انه كان متمتعا ، وبعضهم الى انه كان قارنا ، وبعضهم الى انه كان مفردا » (١).
وإذا كان هذا حالهم فلا يستحقون قطعا لان يكونوا هداة الامة من بعده.
وقال الحافظ ابن عبد البر : « قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله ان محمد بن معاوية القرشي أخبرهم قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان الانماطي قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد قال حدثنا الاوزاعي قال حدثنا عطاء بن أبي رباح قال سمعت ابن عباس يخبر ان رجلا أصابه جرح على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ثم اصابه احتلام ، فأمر بالاغتسال فقر فمات ، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : قتلوه قتلهم الله ، ألم يكن شفاء العي السؤال؟. » (٢).
ومما يقطع به كل عاقل : ان النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يأمر بالاقتداء بهكذا أناس مطلقا ....
قال الحافظ ابن عبد البر : « حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا حدثنا قاسم بن إصبع قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا بشر بن حجر قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن عطاء ـ يعنى ابن السائب ـ عن أبي البختري عن علي قال : إياكم والاستنان بالرجال ، فان الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم ينقلب ـ لعلم الله فيه ـ فيعمل بعمل أهل
__________________
(١) الإنصاف في بيان سبب الاختلاف : ٢٨.
(٢) جامع بيان العلم ١١٥.