النجوم ، فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم. وهذا اسناد لا يصح ولا يرويه عن نافع من يحتج به ، وليس كلام البزار بصحيح على كل حال ، لان الاقتداء بأصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم منفردين انما هو لمن جهل ما يسأل عنه ، ومن كانت هذه حاله فالتقليد لازم له ، ولم يأمر أصحابه أن يقتدي بعضهم ببعض إذا تأولوا تأويلا سائغا جائزا ممكنا في الأصول ، وانما كل واحد منهم نجم جائز أن يقتدي به العامي الجاهل ، بمعنى ما يحتاج اليه من دينه ، وكذلك سائر العلماء من العامة ، والله أعلم.
وقد روي في هذا الحديث اسناد غير ما ذكر البزار عن سلام بن سليم قال حدثنا الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهديتم. قال أبو عمرو : هذا اسناد لا تقوم به حجة ، لان الحارث بن غضين مجهول » (١).
وقد ذكرنا فوائد هذا الكلام ـ مع الاعتراض على بعضه ـ في القسم الثاني من مجلد حديث ( مدينة العلم ).
لقد صرح الحافظ ابن عساكر بضعف هذا الحديث ، كما ستعرف ذلك من ( فيض القدير ) ان شاء الله.
وقد ترجم لابن عساكر وأثنى عليه جماعة كبيرة من أصحاب المعاجم الرجالية وكتب التاريخ منهم :
ياقوت الحموي في ( معجم الأدباء ١٣ / ٧٣ ـ ٨٧ ).
ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ٢ / ٤٧١ ).
__________________
(١) جامع بيان العلم ٢ / ٩٠ ـ ٩١.