وسلّم يقول : تقتله الفئة الباغية. فقال معاوية : فما بالك أنت معنا؟ قال : شكاني أبي الى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال لي : أطع أباك ما دام حيا ولا تعصيه ( تعصه. ظ ) فأنا معكم ولست أقاتل ـ لأحمد ».
وهذا الحديث دليل مبين على ضلالة عمرو بن العاص ، فانه الذي أعان معاوية ونصره وأيده وشاركه في سيئات أعماله.
اخرج احمد وابن سعد واللفظ للثاني : « قيل لعمرو بن العاص : قد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحبك ويستعملك ، قال : قد كان والله يفعل فلا أدري أحب أم تألف يتألفنى ، ولكني أشهد على رجلين توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يحبهما : عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر.
قالوا : فذاك والله قتيلكم يوم صفين.
قال : صدقتم والله ، لقد قتلناه » (١).
وفي ( الطبري ) : « وخرج اليوم الثالث عمار بن ياسر ، وخرج اليه عمرو بن العاص ، فاقتتل الناس كأشد القتال ... وشد عمار في الرجال فأزال عمرو بن العاص عن موقفه » (٢).
وفي ( الكامل ) : « وقد كان ذو الكلاع سمع عمرو بن العاص يقول قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية ، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن. فكان ذو الكلاع يقول لعمرو : ما هذا ويحك يا عمرو! فيقول عمرو : انه سيرجع إلينا ، فقتل ذو الكلاع قبل عمار مع معاوية وأصيب عمار بعده مع علي ، فقال عمرو لمعاوية : ما ادري بقتل أيهما أنا أشد فرحا؟ بقتل عمار أو بقتل ذي الا كلاع ، والله لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار
__________________
(١) الطبقات ٢ / ٢٦٣.
(٢) الطبري ٤ / ٧ ـ ٨.