يعرف بها قال : فبرص أنس وعمي البراء ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته ، فأتى السراة فمات في بيت أمه [ بالسراة ] » (١).
وقد باع سمرة بن جندب دينه بدنياه وآثر العاجلة على الآخرة ، إذ ارتكب الكذب الصريح وأتى بالبهتان العظيم ، قال ابن أبي الحديد « قال أبو جعفر : وقد روي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي ان هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ * وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ ) وان الآية الثانية [ ا ] نزلت في ابن ملجم وهي [ قوله تعالى ] ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) فلم يقبل.
فبذل له مائتي ألف [ درهم ] فلم يقبل.
فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل.
فبذل له أربعمائة ألف فقبل وروى ذلك » (٢).
وفي ( شرح النهج ) أيضا : « وروى شريك قال أخبرنا عبيد [ عبد ] الله ابن معد [ سعد ] عن حجر بن عدي قال : قدمت المدينة فجلست الى أبي هريرة فقال ممن أنت؟ قلت : من أهل البصرة ، قال : فما فعل سمرة بن جندب؟ قلت : هو حي ، قال : ما [ احد ] أحب الي طول حياة منه ، قلت : ولم ذاك؟ قال : ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لي وله ولحذيفة بن اليمان : آخركم موتا في النار فسبقنا حذيفة ، واني الآن اتمنى ان أسبقه ، قال : فبقي سمرة بن جندب حتى شهد مقتل الحسين [ بن علي ].
__________________
(١) انساب الاشراف ٢ / ١٥٦.
(٢) شرح النهج ٤ / ٧٣.