وقد تقدّم نص كلام الشيخ خالد الأزهري من محققي النحاة (١).
وقال رضي الدين الأسترآبادي ـ وهو من محققي النحاة أيضا ـ في مبحث أفعال القلوب : « ولا يتوهّم أن بين علمت وعرفت فرقا من حيث المعنى كما قال بعضهم. فإنّ معنى علمت أن زيدا قائم وعرفت أن زيدا قائم واحد ، إلاّ أن عرف لا ينصب جزئي الاسمية كما ينصبهما علم ، لا لفرق معنوي بينهما ، بل هو موكول إلى اختيار العرب ، فإنهم قد يخصّون أحد المتساويين في المعنى بحكم لفظي دون الآخر ».
وقال أيضا ـ بعد أن ذكر إلحاق أفعال عديدة بصار : « وليس إلحاق مثل هذه الأفعال بصار قياسا بل سماعا ، ألا ترى أن انتقل لا يلحق به مع أنه بمعنى تحوّل ».
لقد مثّل البهاري لعدم الجواز بأن « دعا » لا يقوم مقام « صلّى » ، وعرفت أنّ « عرف » لا يقوم مقام « علم » وأن « انتقل » لا يقوم مقام « تحوّل ».
لكن أمثلة امتناع قيام أحد المترادفين مقام الآخر كثيرة جدّا ، إلاّ أن الوقوف على طرف منها يستلزم التتبع لكلمات علماء الفن ومعرفة اللغات والألفاظ ، والرازي وأتباعه بعيدون عن ذلك ، ونحن نشير هنا إلى بعض تلك الأمثلة والموارد :
فمنها : الفروق الموجودة بين « حتى » و « إلى » مع أنهما متساويان في الدلالة على الغاية ، كدخول « إلى » على المضمر بخلاف « حتى » ، ووقوع الأول في موضع الخبر مثل : والأمر إليك ، بخلاف الثاني ...
ومنها : الفروق بين « الواو » و « حتى العاطفة » وهي ثلاثة فروق كما في ( مغني
__________________
(١) توجد ترجمته في الضوء اللامع ٣ / ١٧١ وغيره.