( وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال : أنتم ( وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً ) قال : أنتم ( وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ) قال : أنتم » (١).
لقد قال حسان هذا الشعر بعد ما استأذن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في إنشاده ، فإذن له صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلا : قل على بركة الله. وذلك أكبر شاهد وأصدق برهان على حجية هذا الشعر.
وقد علمت من أحاديث القوم استماع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لهذا الشعر وتقريره إياه. وقد ثبت باتفاق المسلمين أن تقريره دليل قاطع على الحجية والصواب.
ولقد استحسن صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا الشعر بصراحة ، حيث قال لحسّان بعد ما فرغ منه : يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نافحت عنا بلسانك. كما روى محمّد بن يوسف الكنجي وسبط ابن الجوزي.
وإن هذه الأبيات أنشدها حسان بن ثابت في نفس يوم غدير خم ، وبعد خطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل ، أي قبل أن تتفرق تلك الحشود الغفيرة من صحابة النبي العدول وجماهير المسلمين ، ولم يسمع من أحد منهم إنكار
__________________
(١) المستدرك ٣ / ٤٨٦.