الإسلام أبو محمد ... قال الخليلي : أخذ علم أبيه وأبي زرعة ... قال ابن السبكي في الطبقات : حكي أنه لمّا هدم بعض سور طوس احتيج في بنائه إلى ألف دينار ، فقال ابن أبي حاتم لأهل مجلسه الذين كان يلقي إليهم التفسير : من رجل يبني ما هدم من هذا السور وأنا ضامن له عند الله قصرا؟ فقام إليه رجل من العجم فقال : هذه ألف دينار واكتب لي خطّك بالضمان. فكتب له رقعة بذلك وبني ذلك السور.
وقدر موت ذلك الأعجمي ، فلمّا دفن دفنت معه تلك الرقعة ، فجاءت ريح فحملتها ووضعتها في حجر ابن أبي حاتم وقد كتب في ظهرها : قد وفينا بما وعدت ، ولا تعد إلى ذلك.
مات في محرم سنة ٣٢٧ » (١).
٧ ـ البدخشاني : « هو من كبار الحفاظ » (٢).
التزامه في التفسير بأصح ما ورد
ثم إنّه قد ثبت أن ابن أبي حاتم قد التزم في تفسيره بإخراج أصحّ ما ورد في تفسير كلّ آية ، وقد نصّ على ذلك السيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) حيث قال بعد حديث : « وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ، وقد التزم أن يخرج فيه أصحّ ما ورد ، ولم يخرج فيه حديثا موضوعا البتّة ».
وقال في ( الإتقان ) بعد أن ذكر تفسير السدي : « ولم يورد منه ابن أبي حاتم شيئا لأنه التزم أن يخرج أصح ما ورد » (٣).
__________________
(١) طبقات الحفاظ : ٣٤٥.
(٢) تراجم الحفاظ ـ مخطوط.
(٣) الإتقان في علوم القرآن ٢ / ١٨٨.