لقد ذكر الفخر الرازي أنّ صحة اقتران لفظ بلفظ هو بالعقل لا بالوضع ، وعلى هذا الأساس فلا مانع من أن يقال : « هو مولى من فلان » كما يقال « هو أولى من فلان ».
لقد أجاب شارح المقاصد وشارح التجريد عن هذه الشبهة بأنّ ( المولى ) اسم بمعنى ( الأولى ) ، لا أنه وصف بمنزلته حتى يعترض بعدم كون ( المولى ) من صيغ اسم التفضيل ، وأنه لا يستعمل استعماله.
وقد تقدّم نصّ عبارتهما سابقا ، كما أورد صاحب ( بحر المذاهب ) عبارة شارح التجريد للردّ على توهّم صاحب المواقف وشارحها.
وقال الزمخشري والبيضاوي والخفاجي وغيرهم ببقاء ( المولى ) الوارد بمعنى ( الأولى ) على أصله وهو الظرفيّة ، وعليه ، فلا يلزم أن يكون استعمال ( المولى ) مثل استعمال ( الأولى ) وان كان بمعناه ، حتى لو ثبت جواز إقامة المرادف مقام مرادفه ، لأن جواز ذلك مشروط بعدم إرادة معنى الظرفية من ( المولى ) ، مثلا : « مئنة » ظرف مأخوذ من « أنّ » يقال : « فلان مئنة للكرم » والجار والمجرور يتعلّق به ، كما يقال « البلد الفلاني مجمع للعلماء » لكن لا يجوز استعماله مثل استعمال « إنه لكريم » ، فلا يقال : « زيد مئنة لكريم » مع أنه و « إن زيدا لكريم » بمعنى واحد.
لقد أبطل ( الدهلوي ) كلمات الرازي هذه بنفسه من حيث لا يشعر ، فقد