فظهر أنّ شاه ولي الله الدهلوي أكثر تعصبا وأشدّ عنادا من الفخر الرازي الشهير بالعناد والتعصّب.
وقال الفخر الرازي : « أما قوله : ( لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) فالمولى هو الولي والناصر ، والعشير الصاحب والمعاشر. واعلم أن هذا الوصف بالرؤساء أليق ، لأنّ ذلك لا يكاد يستعمل في الأوثان ، فبيّن تعالى أنّهم يعدلون عن عبادة الله تعالى الذي يجمع خير الدنيا والآخرة إلى عبادة الأصنام وإلى طاعة الرؤساء. ثمّ ذمّ الرؤساء بقوله : لبئس المولى. المراد به ذم من انتصر بهم والتجأ إليهم » (١).
فظهر أنّ ( المولى ) يأتي بمعنى ( الرئيس ) وهو و ( ولي الأمر ) و ( متولّي الأمر ) واحد كما لا يخفى.
جماعة من مشاهير العلماء ومحققي اللغويين كالأنباري حيث قال : « والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام أولهنّ : المولى المنعم المعتق ، ثم المنعم عليه المعتق ، والمولى : الولي ، والمولى : الأولى بالشيء ... » (٢).
وقد أورد كلام الأنباري هذا ابن البطريق ـ يحيى بن الحسن الحلي المتوفى سنة ٦٠٠ ـ قائلا : « وقال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل في القرآن في ذكر أقسام المولى : إنّ المولى : الولي. والمولى : الأولى بالشيء. واستشهد على ذلك بالآية المقدّم ذكرها ، وببيت لبيد أيضا :
كانوا موالي حق
يطلبون به |
|
فأدركوه وما
ملّوا ولا تعبوا » (٣) |
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٣ / ١٥.
(٢) مشكل القرآن : ولي.
(٣) العمدة لابن بطريق : ٥٥.