كلامه : « وأيضا فالأصمعي كان منسوبا إلى الخلاعة ومشهورا بأنه كان يزيد في اللغة ما لم يكن منها ».
وأما قول الرازي : « والكسر في المعتل اللام لم يسمع إلاّ في كلمة واحدة وهي مأوى » فكلام أجرأه الحق على لسانه ، لأنه يبطل ما تقدّم منه من إنكاره مجيء « المولى » بمعنى « الأولى » بسبب عدم مجيء « المفعل » في المواد الأخرى بمعنى « الأفعل ».
لم يكن الشاهد على مجيء « المولى » بمعنى « الأولى » منحصرا بتفسير أبي عبيدة وغيره للآية الكريمة ، وببيت لبيد العامري ، بل هناك شواهد أخرى على مجيء « المولى » من الكتاب والسنة وأشعار العرب ، وقد ذكرها الرازي مع شبهات له حولها وتأويلات ومحامل لها ، حتى تكون أجنبية عن مورد الاستدلال والاستشهاد ، ونحن ننقل نصّ كلامه ثم نتبعه بدفع شبهاته :
قال الرازي : « وأما قوله تعالى : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ ) معناه : ورّاثا يلون ما تركه الوالدان. وقال السدي في قوله : ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي ) أي العصبة ، وقيل : بني العم ، لأنهم الذي يلونه في النسب وعليه قول الحارث :
زعموا أن من ضرب
العسير |
|
موال لنا وإنا
الولاء |
وقال أبو عمرو : الموالي في هذا الموضع بنو العم.
وأما قول الأخطل :
فأصبحت مولاها من الناس بعده.
وقوله :
لم تأشروا فيه إذ كنتم مواليه.