بل إنّ ظاهر كلمات المحققين من النحاة صحة تركيب « هو أولى » و « هما أوليان » ، فإنّهم قد صرّحوا بجواز حذف « من ومجرورها » بعد اسم التفضيل ، ولهم على ذلك شواهد من الكتاب وأشعار العرب : قال الأزهري : « وقد تحذف من مع مجرورها للعلم بهما ، نحو : ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ) أي من الحياة الدنيا. وقد جاء الإثبات والحذف في : ( أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً ) أي منك. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله :
وأفعل التفضيل
صله أبدا |
|
تقديرا أو لفظا
بمن إن جرّدا |
وأكثر ما تحذف من مع المفضول إذا كان أفعل خبرا في الحال أو في الأصل ، فيشمل خبر المبتدأ وخبر كان وان وثاني مفعولي ظن وثالث مفاعيل أعلم ... » (١).
وقال الرضي : « وإذا علم المفضول جاز حذفه غالبا إن كان أفعل خبرا كما يقال لك : أنت أسن أم أنا؟ فتجيب بقولك : أنا أسن. ومنه قوله : الله أكبر ... ويجوز أن يقال في مثل هذه المواضع : إن المحذوف هو المضاف إليه ، أي أكبر كلّ شيء ... ويجوز أن يقال : إن من مع مجرورة محذوف ، أي أكبر من كلّ شيء ... » (٢).
والأعجب من كل ذلك غفلة الرازي عن صيغة التكبير الذي يفتتح به الصلاة في كل صباح ومساء.
وأما قول الرازي : « وتقول : هو مولى الرجل ومولى زيد ولا تقول هو أولى الرجل ولا أولى زيد » فيبطله وجوه :
__________________
(١) التصريح في شرح التوضيح ٢ / ١٠٢.
(٢) شرح الكافية : مبحث أفعل التفضيل.