ومنها : الفروق بين « أيان » و « حتى » يظهر من ( الأشباه والنظائر ) أنها في ثلاثة أشياء.
ومنها : الفروق بين « كم » و « كأيّن » وهي كما يفهم من ( مغني اللبيب ) في خمسة أشياء.
هذا ، ولا يتوهّم أن الموارد المذكورة غير مشتركة في المادة بخلاف « المولى » و « الأولى » فإنهما من مادة واحدة ، لأن كلام الرازي ليس من جهة الاشتراك في المادة ، لأن صريح كلامه لزوم اتحاد المترادفين في الاستعمال بسبب اتحادهما في المعنى من غير دخل للاتحاد في المادة في هذا الباب.
على أنّا وجدنا مترادفين مشتركين في المادة مع تنصيص المحققين وأئمة اللغة بعدم جواز استعمال أحدهما في مقام الآخر ، ففي ( الصحاح ) : « ويقال : يا نومان للكثير النوم ولا تقل : رجل نومان. لأنه يختص بالنداء » (١).
وفي ( الصحاح ) أيضا : « وقولهم في النداء : يأفل مخففا إنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم ، ولو كان ترخيما لقالوا : يا فلا. وربما قيل ذلك في غير النداء للضرورة. قال أبو النجم : في لجّة أمسك فلانا عن فل » (٢).
هذا وقد أجاب الشهيد التستري رحمهالله عن هذه الشبهة في وجوه ردّ كلام صاحب المواقف بقوله : « ومنها : ان مجيء مفعل بمعنى أفعل مما نقله الشارح الجديد للتجريد عن أبي عبيدة من أئمة اللغة ، وأنه فسّر قوله تعالى : ( هِيَ مَوْلاكُمْ ) بأولاكم. وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها أي الأولى بها والمالك لتدبيرها. ومثله في الشعر كثير ، وبالجملة استعمال المولى بمعنى المتولي والمالك للأمر والأولى بالتصرف شائع في كلام العرب منقول عن أئمة اللغة ، والمراد إنه اسم لهذا المعنى لا صفة بمنزلة الأولى ليعترض بأنه
__________________
(١) الصحاح : نوم.
(٢) المصدر نفسه : فلن.