ـ : .. إلاّ ما سنذكر في الحجّ والعتق إن شاء الله تعالى.
لكن استشهاده رضوان الله تعالى عليه حال دون ذلك.
وعلى أيّة حال ، فهو فقه الشهيد الاستدلالي.
وقد جاء ناظرا في الأغلب إلى كتب المحقّق والعلاّمة ، كالمعتبر والمختلف والقواعد والتحرير.
ووضعه على أساس أقوى الأدلة ـ في رأيه ـ من الكتاب والروايات ومن الإجماعات ، ومن هنا فقد كانت إجماعاته واستدلالاته موضع اهتمام الفقهاء من بعده ، ومع ذلك فقد حاول التعرض للفروع الفقهية وأدلّتها بأقلّ ما يمكنه من الألفاظ.
كما ويمتاز بأسلوبه الجميل وترتيبه البديع ، وقد أشار إلى ذلك في مقدّمته فقال : ..
أمّا بعد فهذا كتاب ذكري الشيعة في أحكام الشريعة أوردت فيه ما صدر عن سيّد المرسلين بواسطة خلفائه المعصومين ، ممّا دلّ عليه الكتاب المبين وإجماع المطهّرين والحديث المشهور والدليل المأثور ، تجديدا لمعاهد العلوم وتأكيدا لمعاقد الرسوم وتأييدا للمسائل الفقهية وتخليدا للوسائل الشرعية ، تقرّبا إلى الله بارئ البرية .. وتنتظمه مقدّمة وأقطاب أربعة ، أمّا المقدّمة ففيها إشارات سبع : الاولى : الفقه لغة : الفهم ..
الإشارة الثانية : يجب التفقّه .. الإشارة الثالثة : يعتبر في الفقيه أمور ثلاثة عشر ..
الإشارة السابعة : يجب التمسك بمذهب الإمامية لوجوه تسعة : الأول : قد تقرّر في الكلام عصمة الإمام ، والمعصوم أولى بالاتّباع. الثاني : قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) وغير المعصوم لا يعلم صدقه .. الثالث : قوله تعالى ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ..
وأمّا الأقطاب فأربعة : أولها العبادات .. وثانيها العقود .. وثالثها الإيقاعات ..
ورابعها السياسات ( الأحكام ) .. القطب الأول في العبادات. كتاب الصلاة .. وشروط ستّة في ستّة أبواب. الباب الأول : الطهارة .. فهاهنا فصول أربعة ، الفصل الأول ..
هذا ، وتعدّ المباحث الأصولية القيّمة التي ذكرها في المقدمة من مميّزات هذا