وحددت هذه الكلمات بعض الجوانب المشرقة من حياة الامام أبي جعفر (ع) والتي كان منها قيامه بابراز كنوز المعارف ، وحقائق الاحكام بعد أن خفى أمرها على الناس ، وهذا ما سنتحدث عنه في البحوث الآتية.
وترجم ابو الفداء الحافظ ابن كثير الامام الباقر وقال فيه : « هو تابعي جليل القدر كثير ، أحد أعلام هذه الأمة علما وعملا وسيادة وشرفا ... سمي الباقر لبقره العلوم ، واستنباطه الحكم ، وكان ذاكرا خاشعا ، صابرا ، وكان من سلالة النبوة ، رفيع النسب ، عالي الحسب ، وكان عارفا بالخطرات ، كثير البكاء والعبرات ، معرضا عن الجدال والخصومات ... » (١٢)
وتحدث ابن كثير عن سعة علوم الامام ، وعبادته وصبره ، وسمو حسبه ونسبه ، وكثرة بكائه من خشية الله ، واعراضه عن الجدل والخصومات ونال الامام (ع) بهذه الصفات اعجاب العلماء واكبارهم وتقديرهم.
قال عبد الحميد بن العماد الحنبلي في ترجمته للامام : « كان من فقهاء المدينة وقيل : له الباقر لأنه بقر العلم أي شقه وتوسع فيه ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الامامية .. » (١٣).
قال الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني : « محمد الباقر بن علي زين
__________________
(١٢) البداية والنهاية ٩ / ٣٠٩.
(١٣) شذرات الذهب.